في خبر صادم لعشاق كرة القدم حول العالم، أعلن النجم الألماني توني كروس اعتزاله اللعب الدولي بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والألقاب مع منتخب ألمانيا. كروس، الذي يعتبر أحد أفضل لاعبي الوسط في جيله، قرر إنهاء مسيرته الدولية للتركيز على مسيرته مع نادي ريال مدريد الإسباني.
وُلد توني كروس في 4 يناير 1990 في مدينة غرايفسفالد، ألمانيا، وبدأ مسيرته الكروية في نادي هانزا روستوك قبل أن ينتقل إلى فريق الشباب في بايرن ميونيخ. تألق كروس في صفوف الفريق البافاري وساهم في تحقيق العديد من الألقاب المحلية والأوروبية. انتقل في عام 2014 إلى ريال مدريد حيث واصل تألقه وأصبح جزءاً أساسياً من تشكيلة الفريق الملكي.
على الصعيد الدولي، بدأ كروس مشواره مع المنتخب الألماني في عام 2010 وشارك في ثلاث بطولات كأس عالم (2010، 2014، 2018) وثلاث بطولات أمم أوروبا (2012، 2016، 2020). وكان كروس جزءاً من الفريق الذي حقق لقب كأس العالم 2014 في البرازيل، حيث قدم أداءً استثنائياً في البطولة وساهم بشكل كبير في تتويج منتخب بلاده باللقب.
خلال مسيرته الدولية، لعب كروس 106 مباريات مع المنتخب الألماني وسجل 17 هدفاً. عُرف كروس بدقته في التمرير، ورؤيته الثاقبة للملعب، وقدرته على التحكم في وتيرة اللعب، مما جعله أحد أهم أعمدة خط وسط المنتخب الألماني على مدار العقد الماضي.
في تصريحاته حول قرار الاعتزال، قال كروس: "لقد فكرت ملياً في هذا القرار، وأعتقد أنه الوقت المناسب للاعتزال الدولي والتركيز على مسيرتي مع ريال مدريد. لقد كانت رحلة رائعة مع المنتخب الألماني، وأنا فخور بكل ما حققناه سوياً. أشكر كل زملائي في الفريق والمدربين والجماهير على الدعم المستمر."
وأضاف كروس: "تحقيق لقب كأس العالم 2014 كان بلا شك أبرز لحظاتي مع المنتخب. إنها ذكرى ستظل محفورة في ذاكرتي إلى الأبد. الآن حان الوقت للتركيز على التحديات المقبلة مع ناديي والعمل بجد لتحقيق المزيد من النجاحات."
من جانبه، أشاد المدرب يواكيم لوف، الذي قاد المنتخب الألماني خلال معظم فترة وجود كروس، باللاعب ووصفه بأنه "أحد أفضل اللاعبين الذين دربتهم على الإطلاق". وأكد أن كروس كان له تأثير كبير على الفريق، سواء داخل الملعب أو خارجه، وكان دائماً مثالاً يحتذى به في الاحترافية والانضباط.
برحيل توني كروس عن المنتخب الألماني، ستفقد الكرة الألمانية أحد أبرز نجومها في العقد الأخير. ومع ذلك، يبقى كروس ملتزماً بتحقيق النجاحات مع ناديه ريال مدريد، حيث ما زال يمتلك الكثير ليقدمه على مستوى الأندية.
ختاماً، يبقى قرار كروس بالاعتزال الدولي نقطة تحول في مسيرته الكروية. ومع التقدير الكبير الذي يحظى به من قبل الجماهير والخبراء، فإن إرثه في كرة القدم الألمانية والعالمية سيظل حاضراً لسنوات قادمة.