يُعتبر كيليان مبابي، النجم الفرنسي ولاعب باريس سان جيرمان، أحد أبرز المواهب في عالم كرة القدم حاليًا. وقد تصدرت أخباره عناوين الصحف الرياضية في السنوات الأخيرة نظرًا لإمكانية انتقاله إلى ريال مدريد، النادي الذي يرأسه فلورنتينو بيريز. ولكن، هل يمكن لمبابي أن يكون اللاعب الذي ينهي لعنة "متلازمة الليجا" التي تطارد بيريز وتاريخ النادي الملكي؟
تشير متلازمة الليجا إلى صعوبة ريال مدريد في الفوز بلقب الدوري الإسباني (الليجا) على الرغم من النجاحات الأوروبية التي حققها الفريق في دوري أبطال أوروبا. فمنذ بداية حقبة بيريز الأولى في رئاسة النادي عام 2000، شهد ريال مدريد نجاحات كبيرة في المسابقات الأوروبية، حيث فاز الفريق بالعديد من الألقاب الأوروبية، بما في ذلك ثلاثة ألقاب متتالية لدوري أبطال أوروبا بين عامي 2016 و2018. ومع ذلك، كان النجاح المحلي في الدوري الإسباني أقل ثباتًا.
فلورنتينو بيريز، المعروف بمشاريعه الضخمة والتعاقدات الكبيرة مع نجوم كرة القدم، قد حقق نجاحات ملحوظة في تجديد صورة ريال مدريد على المستوى الأوروبي، ولكن تحقيق لقب الليجا كان دائمًا يمثل تحديًا خاصًا بالنسبة له. فالنادي الذي يملك العديد من نجوم العالم، فشل في التتويج بالدوري الإسباني بنفس التواتر الذي تميز به في البطولات الأوروبية. هذه الصعوبة في الحفاظ على الاستمرارية في الدوري المحلي أثارت جدلاً بين جماهير النادي التي تنتظر من فريقها السيطرة على كافة البطولات، المحلية منها والدولية.
كيليان مبابي يعتبر من بين أفضل اللاعبين في العالم، ويمثل حلمًا كبيرًا لجماهير ريال مدريد. هذه الجماهير ترى في مبابي ليس فقط لاعبًا بقدرات فنية استثنائية، بل أيضاً كرمز قادر على قيادة الفريق نحو المزيد من الألقاب المحلية والدولية. انتقاله المحتمل إلى ريال مدريد قد يكون بداية لعصر جديد في النادي، حيث يمكنه أن يلعب دورًا محوريًا في إنهاء "متلازمة الليجا" التي طالت.
مبابي ليس مجرد لاعب موهوب، بل هو قائد بالفطرة، وقادر على تغيير مجريات المباريات بأهدافه وتمريراته الحاسمة. وإذا تمكن بيريز من إحضاره إلى سانتياغو برنابيو، فقد يصبح مبابي القطعة المفقودة التي يحتاجها ريال مدريد لاستعادة سيطرته على الدوري الإسباني بشكل منتظم.
بالرغم من كل التفاؤل المحيط بإمكانية انتقال مبابي إلى ريال مدريد، فإن هناك تحديات كبيرة قد تواجه اللاعب الفرنسي في مسيرته مع النادي الملكي. أولاً، الضغط الإعلامي والجماهيري في مدريد لا يرحم، والنجاح الفوري مطلب دائم. كما أن المنافسة الشديدة في الليجا، مع وجود فرق قوية مثل برشلونة وأتلتيكو مدريد، ستشكل اختبارًا حقيقيًا لمبابي وقدرته على التعامل مع هذه الضغوط.
يبقى السؤال قائماً: هل سيكون كيليان مبابي اللاعب الذي ينهي لعنة "متلازمة الليجا" ويعيد ريال مدريد إلى قمة الدوري الإسباني؟ الجواب لن يتضح إلا مع مرور الوقت. ولكن، إذا نجح بيريز في جلبه إلى العاصمة الإسبانية، فإن فرص إنهاء هذه اللعنة قد ترتفع بشكل كبير. مبابي، بجانب باقي نجوم ريال مدريد، قد يكونون قادرين على كتابة فصل جديد في تاريخ النادي، فصل يتضمن السيطرة على الليجا بنفس القوة التي ظهروا بها في دوري أبطال أوروبا.