حقق كرة القدم الإسبانية إنجازًا تاريخيًا وغير مسبوق بعد أن توج كل من رودري هيرنانديز وأيتانا بونماتي بجائزة الكرة الذهبية لعام 2024 في حفل توزيع الجوائز الذي نظمته مجلة "فرانس فوتبول" بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. يعتبر هذا الإنجاز مميزًا للغاية، حيث لم يحدث من قبل أن يتوج لاعبون من نفس البلد بجائزة أفضل لاعب في العالم لكل من الرجال والسيدات في نفس العام.
نجاح مزدوج
حصد رودري، لاعب مانشستر سيتي، جائزة الكرة الذهبية في فئة الرجال، رغم كونه غائبًا عن الملاعب لبقية الموسم بسبب إصابة خطيرة في الرباط الصليبي للركبة. لقد كان لاعبًا محوريًا في نجاحات فريقه، حيث ساهم في فوز مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز ولقب كأس أوروبا. بينما حصلت أيتانا بونماتي، لاعبة وسط برشلونة ومنتخب إسبانيا، على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعبة، مكرسةً تفوقها في عالم كرة القدم النسائية.
منافسة غير متوقعة
على الرغم من أن فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد، كان يعتبر المرشح الأبرز لنيل جائزة الكرة الذهبية في فئة الرجال حتى وقت قريب، إلا أن رودري استطاع أن يتفوق عليه بفضل أدائه الاستثنائي مع فريقه ومنتخب بلاده. كان هذا التحول في النتائج غير متوقع، إذ كانت معظم التوقعات تشير إلى فوز فينيسيوس، لكن المنافسة كانت حادة في الحفل، مما أسفر عن فوز الإسبانيين.
إنجاز تاريخي للفوتبول الإسباني
يعتبر هذا الإنجاز بمثابة علامة فارقة في تاريخ كرة القدم الإسبانية. إذ يعود آخر فوز لجائزة الكرة الذهبية في فئة الرجال إلى عام 1960، عندما توج لويس سواريز بهذه الجائزة، ليكون الفائز الإسباني الوحيد في تلك الفترة. بعد 64 عامًا، يعود الإسبان إلى منصة التتويج في فئة الرجال. ومن ناحية أخرى، أُسست النسخة النسائية من الجائزة في عام 2018، وكان الفوز هذا العام بمثابة إثبات على تطور كرة القدم النسائية في إسبانيا.
جوائز أخرى في الحفل
بالإضافة إلى الإنجاز التاريخي لرودري وبونماتي، تم تكريم أندية أخرى في الحفل. فاز نادي ريال مدريد بجائزة أفضل نادٍ في فئة الرجال بفضل أدائه القوي، بينما حصل نادي برشلونة على جائزة أفضل نادٍ للسيدات. علاوة على ذلك، تم منح جائزة كوبا لأفضل لاعب شاب لامين يامال، مما يعكس نجاح الأجيال الجديدة من اللاعبين الإسبان.
ختام الحفل
لا يمكن إغفال دور الشخصيات الرياضية الكبيرة التي ساهمت في إنجاح هذا الحفل، والذي كان بمثابة احتفاء بجميع الإنجازات الكروية على مدار العام. لقد أضاف هذا الحفل المزيد من المجد والتألق للفوتبول الإسباني، والذي يستمر في كتابة صفحاته الذهبية في تاريخ اللعبة.
مع فوز رودري وأيتانا بونماتي، تثبت إسبانيا مرة أخرى أنها تمتلك المواهب اللازمة للتألق في الساحتين المحلية والدولية، وأن كرة القدم الإسبانية في طريقها لمزيد من الإنجازات. هذا الحفل كان بلا شك نقطة انطلاق لعصر جديد من النجاح والتميز في كرة القدم الإسبانية، مما يبشر بمستقبل واعد للرياضة في البلاد.