فينيسيوس جونيور: هل العنصرية وراء خسارته الكرة الذهبية 2024؟
يعتقد فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد، أن موقفه الصارم ضد العنصرية كان له دور كبير في خسارته جائزة الكرة الذهبية لعام 2024، رغم أدائه المميز في الموسم الماضي. التوقعات كانت تشير إلى فوز اللاعب البرازيلي بالجائزة، خاصة بعد قيادته فريقه لتحقيق لقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، لكنه خسر في النهاية أمام الإسباني رودري، لاعب وسط مانشستر سيتي ومنتخب إسبانيا.
جاء هذا التطور الصادم بالنسبة لجماهير ريال مدريد والعديد من المراقبين، الذين كانوا يتوقعون أن يكون فينيسيوس المرشح الأبرز لنيل الجائزة هذا العام. رد فعل النادي كان واضحًا، حيث قررت إدارة "الميرينجي" مقاطعة حفل الكرة الذهبية الذي أقيم في باريس يوم الإثنين الماضي. لم يحضر أي من لاعبي الفريق أو المسؤولين إلى الحفل بعد تأكدهم من عدم فوز فينيسيوس بالجائزة.
فينيسيوس يتحدث بعد خسارته الكرة الذهبية: "سأفعلها 10 مرات إذا لزم الأمر
وفقًا لما أوردته شبكة "جول" العالمية، فإن مقربين من فينيسيوس أكدوا أن اللاعب كان يلمح في تعليقاته إلى نضاله المستمر ضد العنصرية، وهو ما يعتقد أنه السبب الحقيقي وراء عدم فوزه بالكرة الذهبية. فبعد الإعلان عن فوز رودري بالجائزة، قام فينيسيوس بنشر تغريدة غامضة قال فيها: "سأفعلها 10 مرات إذا لزم الأمر. إنهم غير مستعدين". هذه الكلمات فُسرت على نطاق واسع بأنها إشارة إلى تجربته المريرة في مواجهة العنصرية، والتي كانت واحدة من أبرز القضايا التي تصدر فيها المشهد خلال الموسم الماضي.
مقربو فينيسيوس أضافوا أيضًا: "عالم كرة القدم لم يصل بعد إلى المرحلة التي يكون فيها مستعدًا لتقبل لاعب يقف بقوة ضد النظام ويدافع عن حقوقه بشكل علني". هذه التصريحات تلمح إلى أن فينيسيوس لم يخسر الجائزة بسبب أدائه على أرض الملعب، بل بسبب موقفه السياسي والاجتماعي، وتحديه للعنصرية التي تعرض لها عدة مرات في الملاعب الأوروبية.
نضال فينيسيوس ضد العنصرية: هل كلفه الجائزة الكبرى لعام 2024؟
خلال الموسم الماضي، كان فينيسيوس جونيور في قلب عدة حوادث عنصرية في الدوري الإسباني، حيث تعرض لهتافات عنصرية من الجماهير في أكثر من مباراة. رد فعل اللاعب كان دائمًا قويًا، حيث رفض السكوت وأصر على إدانة تلك السلوكيات العنصرية، مطالبًا باتخاذ إجراءات حازمة من قبل الاتحاد الإسباني والسلطات المعنية. هذه المواقف أكسبته دعمًا كبيرًا من زملائه ومن بعض الأندية، لكنها أيضًا أثارت انتقادات من جهات أخرى، ما قد يكون قد أثر على صورته في أذهان بعض المصوتين على الجائزة.
ورغم هذه المعوقات، يظل فينيسيوس واحدًا من أفضل لاعبي العالم حاليًا، وأثبت ذلك من خلال أدائه اللافت مع ريال مدريد. مهاراته الفائقة وسرعته الكبيرة جعلاه لاعبًا حاسمًا في العديد من المباريات، سواء في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا. كما أن دوره البارز في تحقيق تلك الألقاب جعل الكثيرين يرونه الأجدر بالجائزة، لولا التدخلات الخارجية التي ربما أفسدت فرصته في التتويج.
في النهاية، رغم عدم فوزه بجائزة الكرة الذهبية هذا العام، يبدو أن فينيسيوس جونيور لن يتوقف عن نضاله، سواء داخل الملعب أو خارجه. اللاعب البرازيلي أظهر في أكثر من مناسبة عزمه على مواصلة محاربة العنصرية والدفاع عن حقوقه، وهو ما أكده في تغريدته الأخيرة، التي توحي بأن الطريق لا يزال طويلًا أمامه، لكنه مستعد للاستمرار في مواجهة التحديات، سواء كان ذلك في معركة الكرة الذهبية أو في نضاله الأوسع ضد التمييز العنصري.